مساهمة الأقطاب التكنولوجية في جلب الاستثمار الأجنبي المباشر : دراسة مقارنة بين الجزائر، تونس والمغرب

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى تبيان مدى مساهمة الأقطاب التكنولوجية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في كل من الجزائر، تونس والمغرب. واهتمت بدراسات الجغرافيا الاقتصادية التي تعني بكيفية توزيع الأنشطة الاقتصادية عبر الأقاليم، وركزنا من خلالها على النموذج المركز- المحيط الذي يفسر تجمع الأنشطة الاقتصادية في المكان الجغرافي. وتعتبر الأقطاب التكنولوجية شكل من أشكال المجمعات الصناعية أو العناقيد الصناعية التي تقوم على الابتكار وعلى التفاعل ما بين المؤسسات الإنتاجية، المؤسسات العمومية والجامعات، وتتميز بالانتقال من العلوم النظرية إلى العلوم التطبيقية. وبالتالي، فهي تعتبر أقاليم جاذبة للشركات المحلية والأجنبية. وتوصلت الدراسة إلى أنه لنجاح الأقطاب التكنولوجية، من الضروري توفير مجموعة من الشروط مثل الهياكل الضرورية للأعمال، وكذا الإطار المعيشي الجيد الذي من شأنه أن يجذب العمالة المؤهلة. أما فيما يخص التجارب محل الدراسة، فإننا توصلنا إلى أن نجاح القطبين التكنولوجيين في كل من تونس والمغرب في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر يرجع إلى أن كلا البلدين جاذبا لهذا الاستثمار، وإلى تحسين التهيئة العمرانية في الإقليمين. بينما يفسر فشل القطب التكنولوجي بسيدي عبد الله في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر بانخفاض جاذبية الجزائر له بسبب خاصة نقص التنويع الاقتصادي، حيث أن الشركات الأجنبية تتخوف من نقص الموردين أو عدم كفاءتهم. بالإضافة إلى أن فضاء القطب التكنولوجي يفتقر إلى شروط التهيئة العمرانية الأساسية.