دور مبادئ الحوكمة في تحقيق الجودة في الجامعات الجزائرية من وجهة نظر هيئة التدريس : دراسة إستقصائية على عينة من الأساتذة

Abstract

تُعتبر الحوكمة من أهم الأنظمة الحديثة المُعتمدة في إصلاح مؤسسات التعليم العالي على المستوى الدولي، خاصة في ظل التحديات الحالية لهذا القطاع، ويقوم هذا النظام على مبادئ أساسية كالاستقلالية، المشاركة، المساءلة، الشفافية، والتي لها دور كبير في تحسين أداء هذه المؤسسات وبالتحديد من حيث الجودة، فمعظم مؤسسات التعليم العالي الرائدة تُدرِج ضمن استراتيجياتها نظام حوكمة مُعلن وواضح، وحَقَّقت من خلاله نتائج إيجابية على مستوى عناصر نظامها ككل (مدخلات-عمليات-مخرجات)، والتي مَكَّنتها من احتلال الصدارة في قوائم التصنيف العالمي. حتى تُواكب الجزائر الاتجاهات العالمية الحديثة وتُحَقِّق جودة تعليمها العالي قامت منذ الاستقلال بسلسلة من الإصلاحات، كان أهمها الإصلاح المتمثل في تطبيق نظام LMD سنة 2004 وتبني نظام ضمان الجودة سنة 2010، ولكن رغم عمق هذه الإصلاحات، إلا أن تأثيرها كان ضعيفا على مستوى أداء مؤسسات التعليم العالي وهذا ما تعكسه المؤشرات الكمية والنوعية لهذا القطاع، ويرجع ذلك لعدة عوامل أهمها غياب رؤية وإستراتيجية واضحة، سوء التسيير، ضعف التمويل، غياب مشاركة حقيقية للأطراف ذات المصلحة، غياب آليات المساءلة، مِمَّا يُشير إلى أن إحدى الأزمات الرئيسية هي أزمة حوكمة بالدرجة الأولى. استهدفت هذه الدراسة الوقوف على مستوى تطبيق مبادئ الحوكمة ودورها في تحقيق معايير الجودة في ثلاث مؤسسات جامعية (جامعة سطيف-1-، المركز الجامعي بميلة والمدرسة العليا للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالجزائر) من خلال استقصاء آراء عينة من 476 أستاذ. توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها أن مستوى تطبيق مبادئ الحوكمة في مؤسسات التعليم العالي محل الدراسة كان متوسطا، في المقابل كان مستوى توافر معايير الجودة منخفضا جدا، مع وجود فروق معنوية في الآراء حسب بعض متغيرات المراقبة، أيضا أظهرت النتائج وجود دور لمبادئ الحوكمة في تحقيق الجودة من خلال التأثير المعنوي والإيجابي والقوي لمبادئ الحوكمة على معايير الجودة، مع وجود عوامل أخرى تُؤثر أيضا على الجودة.