صيغ وأساليب التمويل بالمشاركة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق التنمية المستدامة : دراسة حالة مجموعة البنك الإسلامي للتنمية

Abstract

لقد أصبح التحدي الذي يواجه دول العالم يتمثل في العمل على تحقيق تنمية شاملة تأخذ في الحسبان ضرورة الحفاظ على البيئة والتنوع البيئي، لذا وجب تظافر الجهود لجميع الأطراف الفاعلة في المجتمع. وتلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دور في الاقتصاديات الحديثة لما تتميز بها من خصائص وميزات تجعلها قادرة على التكيف مع المتغيرات البيئية، ما ساعد هذه المؤسسات على فرض وجودها كآلية فعالة لتحقيق التنمية المستدامة. لكن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة في الدول النامية لا يزال يعاني من عدة عوائق أدت إلى عرقلة تنمية هذا القطاع ويأتي في مقدمة هذه العوائق التمويل بسبب الشروط التي تفرضها البنوك التجارية، وهذا ما دعا الاقتصاديين إلى البحث عن حل لعلاج هذا المشكل عن طريق استحداث صيغ وأساليب من طرف البنوك الإسلامية لحل هذا المشكل، ولعل أهم هذه الصيغ التمويل بالمشاركة، والذي يعتمد على معيار الربح كحل بديل عن معيار الفائدة الذي تستخدمه البنوك التجارية، والذي أثبتت الأزمة العالمية لسنة 2008فشله، وكذا ارتفاع الأصوات المنادية إلى ضرورة إيجاد بديل عن معيار الفائدة يكون أكثر فعالية. إن اعتماد البنوك الإسلامية لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفق صيغ المشاركة يمكن أن يحقق ما عجزت عنه البنوك التقليدية من خلال إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من المستثمرين، لكن التطبيق العملي لهذه الصيغ لا يزال محدود نظرا لارتفاع درجة المخاطرة عند التطبيق