مكانة و أهمية التسويق في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية في المرحلة الانتقالية : دراسة ميدانية بولاية سطيف

Abstract

مر الاقتصاد الجزائري بشكل عام و المؤسسات الجزائرية بشكل خاص بدءا من الفترة ما بعد الاستقلال إلى غاية يومنا هذا بمراحل و تطورات كثيرة، هذه المراحل رافقتها تغيرات على مكانة و أهمية التسويق داخل هذه المؤسسات و بوجه الخصوص على التنظيم الداخلي لوظيفة التسويق. و رغم ظهور التسويق في الجزائر كمادة تعليمية منذ الاستقلال حيث كانت المدرسة العليا للتجارة المدرسة الوحيدة التي تدرس التسويق و تكون الإتارات المتخصصة فيه، لكنه لم يعرف التطبيق في المؤسسات الجزائرية وطلك لعدة أسباب أهمها هيمنة القطاع العام واعتبار أن كل شيء يعود للدولة، وأن مؤسسات الدولة لا تحتاج إلى التسويق، ولكن مع أواخر الثمانينات أصبحت هناك حركة اقتصادية، تسمح باستعمال التسويق في بعض المؤسسات، بسبب ظهور السوق التنافسية، وما تتطلبه هذه السوق من حرية في مجال التسيير و الإبداع و التجديد. هذه المرحلة الاقتصادية الجديدة دفعت مسيري المؤسسات الجزائرية إلى الاقتناع بأهمية التسويق كأحد الأساليب الفعالة التي يمكن استخدامها لتحسين أداء المؤسسات و الصناعة، و الوصول إلى موقف تنافسي متميز في بيئة الأعمال، فالمؤسسات التي تملك أنظمة تسويقية متطورة، تستطيع أن تنافس بكفاءة وفعالية، و المتتبع لحركة المنافسة الدولية يجد أن نجاح المؤسسات اليابانية يرجع بالدرجة الأولى إلى تبني هذه المؤسسات للمفهوم التسويقي، فتجارب دول كثيرة مثل كوريا، تايوان...الخ، اعتمدت في المقام الأول على تطوير نظامها التسويقي كقاعدة لأي تنمية في أي مجال، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من قدرات إنتاجية وتصديرية غزت العالم كله بمنتجاتها