دور تحسين مناخ الأعمال في تدفقات الإستثمار الأجنبي المباشر : دراسة مقارنة بين الجزائر و بولونيا

Abstract

في هذا الفصل قمنا بمقارنة تطورات مناخ الأعمال في كل من الجزائر وبولونيا، على اعتبار أنَّ هذه الأخيرة كانت تتشابه مع الجزائر في عدة نقاط، ولكنها قامت بتحسينات على مستوى مناخ أعمالها ما جعلها تصل إلى استقطاب حجم معتبر من الإستثمارات الأجنبية المباشرة في كافة القطاعات، ولذلك تم اختيارها لمحاولة الإستفادة من تجربتها. ولقد تطرقنا في البداية إلى اهتمام كل من البلدين بتحسين الإطار القانوني والتنظيمي، المساعد على القيام بالإستثمار بصفة عامة والأجنبي المباشر بصفة خاصة، ولقد ظهر أن كلا منهما سار في طريق الإنفتاح أكثر وتوفير الشروط المناسبة للعمل، من خلال سن القوانين المنظمة واستحداث وكالات مهمتها تبسيط الإجراءات وتوجيه المستثمرين ول ، ذلك لم تظهر فوارق بين البلدين لأنَّ المسعى متشابه. بعد عرض الجانب القانوني والتنظيمي أجرينا مقارنة لمناخي الأعمال بواسطة مجموعة من المؤشرات و ، التي تعتبر مشهورة وتمس عدة جوانب في مناخ الأعمال العام، والتي توصلنا من خلالها أنّ الجزائر حققت تحسنا كبيرا على مستوى المؤشرات الإقتصادية الكلية، وكذا في الجانب الأمني، ولكن ما تزال متأخرة في مؤشرات أخرى على غرار العولمة والحرية الإقتصادية، والحوكمة والشفافية ومؤشر سهولة ممارسة الأعمال، بينما بولونيا تعتبر جيدة في معظم هذه المؤشرات. وفي الأخير، قمنا بمقارنة تطور تدفقات الإستثمار الأجنبي المباشر إلى البلدين، وتبين أن هذه التدفقات كانت متقاربة جدا في بداية فترة الدراسة، ولكنها ارتفعت كثيرا في بولونيا بينما في الجزائر ارتفعت بمستوى أقل بكثير مما حصل في بولونيا، وذلك كنتيجة للتحسن الحاصل على مستوى مناخ الأعمال في كل منهما، فالمستثمرون الأجانب يختارون البيئة المستقرة والتي يمكن التنبؤ بالتغيرات الحاصلة فيها، وعلى الجزائر الإهتمام بالجوانب التي تعاني فيها من تأخر ومحاولة الإستفادة من تجارب الدول الناجحة