مستقبل الصناعة المصرفية الإسلامية في ظل تحديات العولمة المالية

Abstract

ترتبط العولمة المالية بالنشاط المصرفي بوصفها جزءا من العولمة الاقتصادية، وقد اتخذت أبعادا ومضامين جديدة جعلت البنوك تتجه إلى ميادين وأنشطة غير مسبوقة وأدت إلى تحول هام في نشاط الوساطة المصرفية، وتبقى المصارف الإسلامية تمارس نشاطها في ظل بيئة اقتصادية عالمية مليئة بالتحديات ،فقد عاشت معظم بلدان العالم بداية من نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة اضطرابات عميقة واختلالات هيكلية كبيرة في مجمل قطاعاتها الاقتصادية لاسيما على مستوى أنظمتها المالية والمصرفية، وذلك نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية التي انتشرت عدواها إلى العديد من البلدان المتقدمة والناشئة والنامية، و بقيت هذه البلدان تصارع انعكاساتها السلبية لعشرية كاملة منذ اندلاعها في صيف عام 8002 م، وقد عرف الاقتصاد العالمي أدنى مستويات النمو رغم الجهود المكثفة للإصلاح على الصعيد المحلي والدولي، مما أثر سلبا على مسار نمو الصناعة المالية والمصرفية الإسلامية فبعدما شهدت هذه الصناعة توسعا كبيرا في النمو و بواقع معدّلات نمو عالية مزدوجة الأرقام قبل الأزمة المالية العالمية ،بدأت هذه المعدلات في الانخفاض تدريجيا نتيجة العديد من العوامل المختلفة التي أدت إلى تباطؤ وتراجع الاقتصاد العالمي،.وقد انعكس التأثر السلبي للصناعة في تراجع مؤشرات الأداء للمصارف الإسلامية كما أنه على مستوى إدارة المخاطر بقيت المصارف الإسلامية تعاني من عض نقاط الضعف. وبالتالي كان العام 8002 م هو العام الثاني على التوالي من الركود الحاصل في نمو الأصول للصناعة المصرفية الإسلامية ،و تبقى ذه الصناعة تواجهها الكثير من التحديات هوالتي هي في أصلها تحديات لازمتها منذ نشأتها باعتبارها مازالت صناعة ناشئة، لكنها تعمقت وازدادت حدتها مثلما اكتسبت أبعادا جديدة في ظل التعقيدالمتنامي للبيئة الاقتصادية المعولمة، و فيما يتعلق بمستقبل الصناعة المصرفية الإسلامية يمكن لها أن تستفيد من فرص التكنولوجيا المالية والشمول المالي الرقمي لتعزيز نطاق وصولها و الاستفادة من شرائح جديدة للعملاء المستبعدين ماليا من النظام المصرفي كما يمكن لها أن تستفيد من استخدام مختلف تقنيات التكنولوجيا التنظيمية لضمان الامتثال الفعال للوائح و المتطلبات الشرعية و حتى في إطار توحيد و تنميط المعايير،مما يعزز من نمو الصناعة و يقلل من مخاطر السمعة المتعلقة باحتمال خرق متطلبات الشريعة