تأثير الثقافة التنظيمية على المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة الاقتصادية الجزائرية _دراسة حالة بعض المؤسسات

Abstract

هدفت الدراسة إلى معالجة إشكالية مهمة تتمحور حول تحديد مدى تأثير الثقافة التنظيمية على المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، بالتطبيق على بعض المؤسسات الاقتصادية الجزائرية التي تنشط في كل من ولايتي سطيف و برج بوعريريج. وتوصلت الدراسة في جانبها التطبيقي إلى توفر الأبعاد الأربعة المكونة لنموذج هوفستيد للثقافة التنظيمية وهي: النفوذ الوظيفي، الجماعية مقابل الفردية، تجنب المخاطرة والذكورة مقابل الأنوثة، بدرجات مقبولة ضمن الثقافة التنظيمية السائدة في المؤسسات محل الدراسة، كما توصلت الدراسة إلى غياب ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى إطارات المؤسسات محل الدراسة، ولكن هذا لا ينفي ممارسة هذه المؤسسات لمسؤوليتها الاجتماعية ولو بدرجة مقبولة، وإن كان هناك تفاوت في درجة الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الأطراف أصحاب المصالح، حيث كانت الممارسة مقبولة جدا تجاه المالكين، في حين تمارس بشكل مقبول تجاه كل من العمال، المستهلكين، البيئة، الحكومة، المنافسين وجماعات الضغط، أما فيما يخص الالتزام تجاه المجتمع فكان بدرجة متوسطة وهذا ما يجعل المؤسسات محل الدراسة بعيدة عن مفهوم المؤسسة المواطنة. فيما يخص تأثير الثقافة التنظيمية السائدة في المؤسسات الاقتصادية الجزائرية على التزامها بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه مختلف الأطراف أصحاب المصالح، أعطت النتيجة بأن المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات لا يمكن فرضها بقوة القانون وإنما يجب أن تنبع من قيم المؤسسة ومبادئها. في الأخير قدمت هذه الدراسة جملة من الاقتراحات و التوصيات الرامية إلى تفعيل ممارسة المسؤولية الاجتماعية في المؤسسات الاقتصادية الجزائرية، من خلال العمل على غرس ثقافة المسؤولية الاجتماعية مفهوما وممارسة ضمن الثقافة التنظيمية للمؤسسات وقبل ذلك رسالتها ورؤيتها الإستراتيجية والانتقال بها من مجرد برامج إلى قيم مترسخة في ثقافتها التنظيمية